يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي

من هو الفيلسوف رينيه ديكارت ؟ وما هي قصة حياته ؟

الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت وعالم الرياضيات ، هو يعتبر مؤسس العديد من التقاليد المدرسية في القرون الوسطى وشجع رينيه ديكارت على اهمية استخدام العقل البشري لمعرفة الحقيقة، وفي الواقع ان هذا المبدأ من العقل كان جانبا هاما للتنوير وتطوير الفكر الحديث، وعمله في الرياضيات، كان مهما للعمل في وقت لاحق مع اسحاق نيوتن .

 

 

حياة رينيه ديكارت المبكرة :
ولد رينيه ديكارت في لا هاي ان تورين، فرنسا في 31 مارس 1596 ، وعائلته من الروم الكاثوليك، على الرغم من انهم عاشوا في منطقة بروتستانتية في بواتو ، وتوفيت والدة رينيه ديكارت عندما كان عمره سنة واحدة، وترعرع مع جده وعمه الاكبر .

 

درس رينيه ديكارت في كلية اليسوعية في لا فليش، حيث حصل هناك على التعليم الحديث، بما في ذلك الرياضيات والفيزياء واعمال جاليليو الاخيرة، وبعد الجامعة، درس في جامعة بواتييه للحصول على درجة جيدة في القانون ، وفي 1616، سافر الى باريس من اجل ممارسة المحاماة وفقا لرغبات والده .

 

ولكن ديكارت لم يكن يفضل ممارسة القانون، وسافر كثيرا محاولا الحصول على مجموعة متنوعة من الخبرات ، وفي عام 1618، التحق رينيه ديكارت بالجيش الهولندي في بريدا، حيث ركز على دراسة الهندسة العسكرية، والتي شملت المزيد من دراسة الرياضيات .

 

حياة رينيه ديكارت

حياة رينيه ديكارت

 

رينيه ديكارت ورؤية فلسفة جديدة :
وفي نوفمبر 1919، في حين كان ديكارت متمركز في نيوبورغ ، زعم ديكارت انه تلقى رؤى سماوية، ففي حين انه كان منغلقا على نفسه في غرفته رأى ان الوحي قد غرس في عقله رؤية فلسفية جديدة، وكذلك افكار للجمع بين الرياضيات والفلسفة ، وكان ديكارت دائما يسعى الى التفكير المستقل ولم يعتمد ابدا على الكتب التي يقرأها ، وهذه الرؤية زادت استقلاله .

 

وفي عام 1620 غادر رينيه ديكارت الجيش وزار عدة بلدان قبل عودته الى فرنسا ، واصبح بعدها متحمسا لكتابة اطروحاته الفلسفية ، وكان اول عمل له ريجولا اد ديركتيونيم انجيني (1928) وهي قواعد لتوجيه العقل ، وقد حدد ديكارت بعض المبادئ للفلسفة والعلوم ، وعلى وجه الخصوص، اعرب عن اهمية الاعتماد على العقل واستخدام الامكانيات العقلية للعمل بشكل منهجي على الحقيقة .

 

وتنقل رينيه ديكارت في كثير من الاحيان في سنواته الاولى، لكنه ذهب للاستقرار في هولندا، وهناك قام بعمل معظم كتاباته ، وبالاضافة الى الفلسفة، واصل ديكارت دراساته الرياضية ، والتحق بجامعة ليدن ودرس الرياضيات وعلم الفلك .

 

وفي عام 1637، نشر رينيه ديكارت بعض من اهم اعماله، بما في ذلك ديسكورس دي لا ميثود ،وعلى الرغم من ان ديكارت ظل كاثوليكيا ملتزما طوال حياته، الا ان كتاباته كانت لاتزال مثيرة للجدل خلال هذه الفترة الزمنية ، وقد ادعى ديكارت ان تأملاته كانت تهدف دئما الى الدفاع عن الايمان الكاثوليكي ولكنه كان يقوم باستخدام العقل ولم يكن فقط يعتمد على الايمان .

 

ولكن في وقت لاحق، يعتقد الكثيرون ان استعداد ديكارت للشروع في الشك، يمثل تحولا هاما في الفلسفة والايمان الديني بالنسبة له ، وفي الواقع ان استعداد ديكارت للشك في وجود الله عز وجل ، ادى الى شك الكثير من المعاصرين في ايمانه الحقيقي ، ويقول كاتب سيرة رينيه ديكارت ، غاوكروغر ان ديكارت ظل كاثوليكيا ملتزما طوال حياته، ولكن كان لديه رغبة مكملة لاكتشاف الحقيقة من خلال العقل .

 

 

رينيه ديكارت والفلسفة الاخلاقية :
كتب ديكارت عن مجموعة متنوعة من المواضيع المتعلقة بالفلسفة ، ونشأت مراسلات طويلة بينه وبين الاميرة اليزابيث من بوهيميا بشأن قضايا الاخلاق وعلم النفس، وادى هذا العمل الى دعوة الملكة كريستينا الى ديكارت الى المحكمة الملكية السويدية .

 

في عام 1650، سافر ديكارت على مضض الى السويد واعطى الملكة عدة دروس فلسفية في الصباح الباكر ، فقد كان هناك نقص تفاهم بين الاثنين ، واصيب ديكارت بشكل من اشكال الالتهاب الرئوي وتوفى بعد ذلك بقليل في 11 فبراير .

 

 

حياة رينيه ديكارت الشخصية :
اما عن حياة رينيه ديكارت الشخصية فقد كان له علاقة مع فتاة خادمة في نفس البيت الذي يعيش فيه تدعي هيلينا يانس فان دير ستروم ، وانجب منها طفلة ماتت وهي في عمر الخمسة سنوات .

 

 

فلسفة رينيه ديكارت :
كان رينيه ديكارت رائدا في نهج جديد للفلسفة الحديثة، والذي كان بطبيعة الحال مختلفا عن النهج الارسطي السابق ، وقد شعر ديكارت بفخر كبير بان استنتاجاته التي قد تم التوصل اليها من خصمه الخاص وليس من الاعتماد على اعمال الآخرين ، اما عن فلسفة ديكارت فقد كانت منهجية معنية بدء فيها بالشك حول كل شيء، ومن هذا الاساس اصبح "غير متأكد من اي شيء" .

 

ومن هذا الاساس من الشك، بدأ ديكارت ان يكون متأكدا من كان افكاره الخاصة حتى واذا كان يشكك بها، ثم تيقن انه يجب ان يكون هناك شخص يفعل هذه الشكوك ، ومن هذه الفرضية، كان ديكارت قادرا على تقديم دليل انطولوجي على وجود الله ، فكان ديكارت يعتقد ان فكرة وجود الله لا يمكن استنتاجها على الفور من فكرة "واضحة ومتميزة" من الوجود المثالي تماما .

 

 

تطوير الفلسفة الى فلسفة اخلاقية :
وكان من احد جوانب فلسفة ديكارت هو التمييز بين العقل (او الروح) والجسم فكتب ديكارت كيف يمكن للعقل السيطرة على الجسم والعكس صحيح ، ومن فلسفة ديكارت، انه استطاع ان يطور في وقت لاحق شكلا من اشكال الفلسفة الاخلاقية التي كانت فعالة للعمل في العالم الحقيقي ، وهذا ينطوي على طاعة قوانين وعادات البلد الذي عاش فيها، وتجنب التطرف واعتماد الممارسات التي كانت حكيمة لمن حولك، وكان مبدأه الثالث، يعبر عن الاهمية التي يوليها للسيطرة على العقل والرغبات .

 

 

رينيه ديكارت والرياضيات :
طور رينيه ديكارت الهندسة الديكارتية او التحليلية، التي تستخدم في الجبر لوصف الهندسة ، وكان عمله على الجبر مؤثرا في عمل اسحاق نيوتن (على حساب التفاضل والتكامل والمعادلات ) وايضا على غوتفريد ليبنيز (علي حساب التفاضل والتكامل لا متناهية الصغر) .

 

وكان رينيه ديكارت ايضا متعدد الثقافات، وحقق ايضا نجاحا في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك البصريات والفلك والموسيقى .

مقالات مميزة