يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي

ما لا تعرفه عن السياسي مارك أنتوني

عاش السياسي الروماني والجنرال مارك أنتوني ما بين عامي 83 - 30 قبل الميلاد ، وقد كان حليفا ليوليوس قيصر والمنافس الرئيسي لابنه أوكتافيان ، وكان جزءا لا يتجزأ من انتقال روما من النظام الجمهوري إلى النظام الإمبراطوري، ثم كان تحالفه الرومانسي والسياسي الأكثر شهرة مع الملكة كليوباترا المصرية في نهاية المطاف ، ويظل مارك أنتوني بعد عدة قرون مصدر إلهام للفنانين من شكسبير إلى سيسيل دي...وفيما يلي نظرة على السيرة الذاتية لمارك أنتوني أحد أشهر قادة التاريخ .


ميلاد مارك أنتوني ونشأته:

ولد ماركوس أنطونيوس في روما في عام 83 قبل الميلاد ، وهو ابن لقائد عسكري وحفيد لقنصل وخطيب مشهور ، وبعد مرحلة الشباب الغابرة إلى حد كبير تم إرساله إلى الشرق كضابط سلاح فرسان ، حيث فاز بـ انتصارات مهمة في فلسطين ومصر ، وفي عام 54 قبل الميلاد ذهب إلى بلاد الغال للانضمام إلى ابن عمه يوليوس قيصر كضابط ، وفي عام 49 قبل الميلاد تم انتخابه وكان بمثابة مدافع قوي عن قيصر ضد خصومه في مجلس الشيوخ.

 

مارك أنطوني


 التحالف مع يوليوس قيصر :

استطاع أنتوني أن ينفذ أول نظام ديكتاتوري في عهد قيصر ، وأصبح هو الرجل الثاني في القيادة، فقبل عام 48 قبل الميلاد كان في اليونان ، ودعم الجناح اليساري للقيصر في معركة فارسالوس ، وبعد مرور عام طُرد أنتوني من مجلس الشيوخ ، ودفاع قيصر عنه أكسبه فصائل مناهضة مما أشعل الحرب الأهلية للجمهوريين، وعندما تولى قيصر قيادته الخامسة والأخيرة في عام 44 قبل الميلاد ، كان أنتوني قنصله المشارك.

ومع اقتراب شهر مارس سمع أنتوني شائعات عن مؤامرة ضد قيصر لكنه لم يتمكن من تحذيره في الوقت المناسب ، وقام بالفرار من روما مرتديا ملابس عبدا ، لكنه سرعان ما عاد لحماية تراث صديقه من أعضاء مجلس الشيوخ الذين تآمروا ضده ، ولكنه لم يستطع أن يفعل سوى تأبينا محيرا للزعيم الساقط.

 

مارك أنتوني و أوكتافيان

أوصى قيصر بترك ثروته وحق لقبه لابنه أوكتافيان بعد وفاته ، وكان أنتوني مترددًا في تسليم إرث صديقه القديم إلى ولد لم يتعدى الـ 17 عامًا بعد ، وسرعان ما أصبح منافسًا للإمبراطور المستقبلي ، وفي 43 قبل الميلاد اشتبكت جيوشهم الأولى ، وتم طرد مارك أنتوني مرة أخرى في موتينا وفولوم غالوروم ، ولكنه أثبت أنه قائد هائل بما فيه الكفاية وفضّل أن يتحالف مع أوكتافيان.

قام أوكتافيان بالتعاون مع أنتوني بتشكيل ثنائي جيد جنبا إلى جنب مع المنافسين الأقل مثل بيدوس ، مما أدى إلى تقسيم مقاطعات روما بينهم فحكم أوكتافيان الغرب ، وأنتوني الشرق وبيدوس أفريكا، و في غضون عام واحد ، استطاع أنتوني الانتصار على قتلة قيصر بروتوس وأنطونيوس في فيليب ، مما أدى إلى القضاء على القائدين المتبقيين للقضية الجمهورية في معركة أسست سمعته كجنرال.

 

مارك أنتوني وكليوباترا :

في عام 41 قبل الميلاد ، بدأ أنتوني علاقة غرامية مع الملكة كليوباترا ، التي كانت عشيقة قيصر في السنوات الأخيرة من حياته، وأنجبت الملكة توأما هما ألكسندر هيليوس وكليوباترا سيلين ، لكن أنتوني أُجبر على العودة إلى روما للتعامل مع ما فعلته زوجته وفشلها في التمرد ضد أوكتافيان.

وفي عام 37 قبل الميلاد عاد أنتوني إلى كليوباترا وأنجبا ابنهما بطليموس الثاني فيلادلفوس ، وأصبحت علاقتهما أكثر علانية ، وقاموا بالمشاركة في مراسم التأليه حيث أخذوا أدوار الآلهة المصرية اليونانية، وأعلنوا عن أطفالهم الثلاثة ، و بالرغم من كل ذلك فقد رفض القانون الروماني الاعتراف بالزواج من الغرباء، ومن الناحية السياسية ، فقد قامت كليوباترا بمساعدته في أعقاب رحلته الفاشلة ضد البارثيين في عام 36 قبل الميلاد.

 

هزيمة أنتوني:

في الوقت نفسه كان أوكتافيان قد اكتسب قوة جعلته يستطيع القضاء على أي تمرد، وفي عام 32 قبل الميلاد أعلن الحرب ، ليس على أنتوني بل على كليوباترا، ووقعت المعارك في غرب اليونان ، حيث كان لأنطوني أرقام متفوقة لكنه انخفض مرارا وتكرارا للهجمات البحرية الرائعة التي قام بها أوكتافيان ، وبعد هزيمة قواتهم المشتركة في أكتيوم ، قامت سفن أنتوني وكليوباترا الباقية برحلة يائسة إلى مصر ، وتتبعهما أوكتافيان.

وعندما دخل أوكتافيان الإسكندرية ، قرر كل من أنتوني وكليوباترا الانتحار، فطعن مارك أنتوني نفسه بالسيف ومات بين ذراعي كليوباترا ، وتم القبض على كليوباترا لكنها تمكنت من قتل نفسها عبر لدغات الأفاعي السامة، وبعد وفاة أنطوني تم إلغاء جميع مراتب الشرف ، وتمت إزالة تماثيله ، وأصدر شيشرون ، المنافس العظيم لأنطوني في مجلس الشيوخ مرسومًا يقضي بعدم ترك أي شخص في أسرة الجنرال الميت على قيد الحياة فكان لا يريد أن يحمل اسم مارك أنطوني أي شخص مرة أخرى.


مقالات مميزة