يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي

معلومات عن تشي جيفارا قائد الثورة الكوبية

كان ارنستو جيفارا دي لا سيرنا المعروف باسم تشي جيفارا طبيب ارجنتيني وثوري لعب دورا رئيسيا في الثورة الكوبية ، كما ان تشي جيفارا عمل في حكومة كوبا بعد الاستيلاء الشيوعي قبل مغادرته كوبا لمحاولة اثارة التمرد في افريقيا وامريكا الجنوبية، وقد اعتقلته قوات الامن البوليفية واعدمته في عام 1967 ، ويعتبره الكثيرون اليوم انه رمزا للتمرد والمثالية، في حين يرى اخرون انه كان قاتلا .

 

 

حياة تشي جيفارا السابقة :
ولد تشي جيفارا في عائلة من الطبقة المتوسطة في روزاريو بالارجنتين ، وكانت اسرته ارستقراطية الى حد ما، وكانت عائلته تتنقل الى حد كبير بينما كان صغيرا ، واصيب تشي جيفارا بربو حاد في وقت مبكر من الحياة ، ولكنه بكل قوة كان عازما على التغلب على مرضه، وكان نشطا جدا في شبابه، ولعب السباحة وعمل على القيام بانشطة بدنية اخرى،  كما انه تلقى تعليما ممتازا .

 

 

تشي جيفارا ودراسة الطب :
في عام 1947 انتقل تشي جيفارا الى بوينس ايرس لرعاية جدته المسنة، والتي توفيت بعد ذلك بوقت قصير ، وبعدها التحق تشي جيفارا بكلية الطب ، ويعتقد البعض انه كان يريد دراسة الطب بسبب عجزه في انقاذ جدته ، ولكنه كان مؤمنا في الجانب البشري من الطب ، وكان يعتقد ان حالة المريض العقلية لا تقل اهمية عن الدواء الذي يقوم بتناوله ، وظل تشي جيفارا قريبا جدا من والدته وايضا عمل على ممارسة الرياضة، على الرغم من ان الربو كان لا يزال يتعبه كثيرا لذا قرر ان يأخذ اجازة من دراسته .

 

 

يوميات الدراجة النارية :
في نهاية عام 1951، انطلق تشي جيفارا مع صديقه المقرب ألبرتو غرانادو في رحلة شمالا عبر امريكا الجنوبية ، وفي الجزء الاول من الرحلة، كان لديهم دراجة نارية ، ولكن كانت حالتها سيئة وكان لا بد من التخلي عنها في سانتياغو ، وسافروا عبر تشيلي وبيرو وكولومبيا وفنزويلا، حيث قطعوا الطريق بالكامل .

 

وواصل تشي جيفارا طريقه الى ميامي وعاد الى الارجنتين من هناك ، واحتفظ تشي جيفارا بملاحظاته خلال رحلته، والتي قام بكتاباتها لاحقا في كتاب يدعى يوميات الدراجات النارية ، وقد تم تصوير هذا الكتاب في فيلم حاز على جائزة في عام 2004 ، واظهرت له الرحلة الفقر والبؤس في جميع انحاء امريكا اللاتينية، وقال انه يريد ان يفعل شيئا حيال ذلك .

 

 

ذهاب تشي جيفارا الى جواتيمالا :
عاد تشي جيفارا الى الارجنتين في عام 1953 وانتهى من الدراسة في كلية الطب، لكنه غادر مرة اخرى على الفور تقريبا، متوجها الى جبال الانديز الغربية، وسافر عبر تشيلي وبوليفيا وبيرو والاكوادور وكولومبيا قبل ان يصل الى امريكا الوسطى ، واستقر تشي جيفارا في نهاية المطاف لفترة من الوقت في جواتيمالا، وفي هذا الوقت حصل على لقبه "تشي" ، ولجأ تشي جيفارا الى السفارة الارجنتينية طالبا تأمين مرور آمن الى المكسيك .

 

وفي المكسيك، التقى تشي جيفارا براؤول كاسترو واقام صداقة معه ، وهو احد القادة في الهجوم على ثكنات مونكادا في كوبا في عام 1953 ، وسرعان ما قدم راؤول صديقه الجديد الى اخيه فيدل ، زعيم حركة 26 يوليو التي سعت الى ازالة الديكتاتور الكوبي فولغينسيو باتيستا من السلطة، وكان تشي جيفارا يبحث عن وسيلة لضرب امبريالية الولايات المتحدة التي كان ينظر اليها مباشرة في جواتيمالا واماكن اخرى في امريكا اللاتينية، ودخل تشي جيفارا بكل حماس الى الثورة .

 

تشي جيفارا

تشي جيفارا

 

تشي جيفارا في الثورة :
كان تشي جيفارا لاعبا مهما في  الثورة الكوبية ، فقد كان تشي جيفارا ذكي، مكرس، عازم وصعب المنال وكان ايضا منظما، وطالب الرجال الانضباط والعمل الشاق، وقد سمح احيانا للصحفيين الاجانب بزيارة مخيماته والكتابة عن الثورة، وكان تشي جيفارا نشطا جدا، وشارك في عدة تعاقدات مع الجيش الكوبي من عامي 1957-1958 .

 

 

معركة سانتا كلارا :
تم تعيين تشي جيفارا لاقتحام مدينة سانتا كلارا الاستراتيجية ، وفي الواقع ان هذا بدا وكأنه انتحار ، فقد كان هناك حوالي 2500 من القوات الاتحادية هناك، مع الدبابات والتحصينات ، وكان تشي جيفارا نفسه لديه فقط حوالي 300 رجلا بتسليح ضعيف ، ويعانون من الجوع،  وكانت الروح المعنوية منخفضة بين الجنود، ولكن سكان سانتا كلارا كانوا يدعمون المتمردين .

 

ووصل تشي جيفارا وبدأ القتال ، وسيطر المتمردون على مقر الشرطة والمدينة ولكن ليس الثكنات المحصنة ، ورفض الجنود في الداخل الخروج قتال المتمردين ، وعندما سمع باتيستا انتصار تشي جيفارا قرر ان الوقت قد حان للمغادرة ، وغادر ، وبالفعل كانت سانتا كلارا اكبر معركة للثورة الكوبية .

 

 

ما بعد الثورة :
توجه تشي جيفارا والمتمردون الاخرون الى هافانا فى انتصار ، وبدأوا فى تشكيل حكومة جديدة ، وقد كلف تشي جيفارا بتقديم باتيستا وبعض قوات الشرطة والجيش الى المحاكمة وانتهت معظم هذه المحاكمات الى الادانة ، وكان المجتمع الدولي غاضبا، ولكن تشي جيفارا لم يهتم ، فقد كان مؤمنا حقيقيا في الثورة والشيوعية .

 

 

تشي جيفارا والمشاركات الحكومية :
باعتباره واحدا من الرجال القلائل الذين يثق بهم  فيدل كاسترو ، كان تشي جيفارا مشغولا جدا في كوبا بعد الثورة ، وقد تولى رئاسة وزارة الصناعة وكان ايضا رئيس البنك الكوبي، ومع ذلك، كان تشي جيفارا لا يهدأ، وقام برحلات طويلة الى الخارج كنوع من الاعمال الدبلوماسية، فقد كان يقوم بدور سفير الثورة لتحسين مكانة كوبا الدولية .

 

وخلال فترة وجود تشي جيفارا في التشكيل الحكومي، اشرف على تحويل الكثير من اقتصاد كوبا الى الشيوعية ، وكان له دور فعال في تنمية العلاقة بين  الاتحاد السوفيتي  وكوبا، وكان له دور في محاولة احضار الصواريخ السوفيتية الى كوبا، وهذا، بطبيعة الحال، تسبب في  ازمة الصواريخ الكوبية مع الولايات المتحدة الامريكية .

 

 

عودة تشي جيفارا الثوري :
في عام 1965، قرر تشي جيفارا انه لم يكن من المفترض ان يكون مجرد موظفا حكوميا، فلم يكن يريد منصب عال، ولكن كانت دعوته الاساسية هي ثورة حقيقية، وقال انه سوف يذهب وينشرها في جميع انحاء العالم، لذا اختفى من الحياة العامة مما ادى الى شائعات غير صحيحة عن علاقة متوترة مع فيدل، وبدأ تشي جيفارا خططا لاحداث ثورات في دول اخرى، ويعتقد الشيوعيون ان افريقيا كانت هي الحلقة الضعيفة في الامبراطورية الغربية في العالم، لذلك قرر تشي جيفارا التوجه الى الكونغو لدعم ثورة هناك بقيادة لوران ديزيريه كابيلا .

 

وعندما غادر تشي جيفارا ، كتب الى فيديل رسالة اعلن فيها عزمه على نشر الثورة، ومحاربة الامبريالية اينما وجدها ، ولكن فشل تشي جيفارا وغيره من الكوبيين في تكرار ظروف الثورة الكوبية، وبالرغم من ان تشي جيفارا اراد ان يبقى ويموت كشهيد، الا ان رفاقه الكوبيين اقنعوه بالهرب ، وفي العودة الى كوبا .

 

اراد تشي جيفارا ان يقوم بمحاولة مرة اخرى لثورة شيوعية اخرى، ولكن هذه المرة في الارجنتين، ولكن فيدل والاخرين اقنعوه انه سيكون اكثر عرضة للنجاح في بوليفيا ، وذهب تشي جيفارا الى بوليفيا في عام 1966 ، ولكن لم يحالفه الحظ في بوليفيا فقد تم تدريب الضباط البوليفيين في تقنيات مكافحة التمرد ، ولم يمض وقت طويل قبل ان تعرف وكالة المخابرات المركزية ان تشي جيفارا موجود في بوليفيا وكانوا يراقبون اتصالاته .

 

 

نهاية تشي جيفارا :
سجل تشي جيفارا وفرقته بعض الانتصارات المبكرة ضد الجيش البوليفي في منتصف عام 1967، وفي اغسطس، تم القبض على رجاله على حين غرة، وتم القضاء على ثلث قوته في معركة نارية وبحلول اكتوبر، لم يكن هناك سوى 20 رجلا فقط ولم يكن لديهم سوى القليل من الطعام او الامدادات، ونشرت الحكومة البوليفية مكافاة 4000 دولار للحصول على اي معلومات تؤدي الى القبض على تشي جيفارا ، وبدأت قوات الامن البوليفية ان تضيق الحصار على تشي جيفارا ومتمرديه .

 

 

وفاة تشي جيفارا :
في 7 اكتوبر، توقف تشي جيفارا ورجاله للراحة في واد يورو، ونبه الفلاحون المحليون الجيش، الذي انتقل فورا الى هناك واندلع تبادل اطلاق النار، مما اسفر عن مقتل بعض المتمردين، وجرح تشي جيفارا نفسه في ساقه ، وفي 8 اكتوبر ، قبض عليهم اخيرا ، وتم القبض عليه حيا، واستجوبه ضباط الجيش ووكالة المخابرات المركزية في تلك الليلة، لكنه لم يعطيهم الكثير من المعلومات ، وفي 9 اكتوبر تم اصدار الامر، وتم اعدام تشي جيفارا برصاص الرقيب ماريو تيران من الجيش البوليفي .

مقالات مميزة