يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي

الامبراطور الرومانى نيرون الذي تسبب في حريق روما

أصبح نيرون الذي عاش في الفترة من 37 - 68 ميلاديا إمبراطور الإمبراطورية الرومانية بعد وفاة الإمبراطور كلوديوس وهو عمه الذى قام بتربيته بعد وفاة والده ، وكان كلوديوس قد تزوج أجريبينا وهى والدة نيرون بعد وفاة والده ، ونيرون هو الحاكم الأخير لما يسميه المؤرخون سلالة "خوليو - كلوديان" ، وحكم الرومان حتى انتحر في يونيو 68 م ، واشتهر نيرون بأنه قام بحريق روما .

 

وأصبح نيرون وقتها من الرجال سيئة السمعة ، وقام بإضطهاد المسيحين ، وأثناء حكمه ، قتل والدته ( أجريبينا) ، وقتل زوجته الأولى ( اوكتافيا) ، ومع ذلك ، على الرغم من التهم العديدة التي تم توجيهها له من قبل الكتاب القدماء ، هناك أدلة على أن نيرون تمتع بمستوى من الدعم الشعبي ، وكان لديه شغف للموسيقى والفنون .

 

 

حياة الامبراطور نيرون المبكرة :
ولد نيرون في أنتيوم ، في إيطاليا ، في 15 ديسمبر 37 م ، ووالدته أجريبينا ، ووالده غنايوس دوميتيوس أهينوباربوس ، وتوفي والد نيرون ( القنصل الروماني السابق) عندما كان في الثالثة من عمره ، ورفض خاله الامبراطور كاليجولا تربيته ، وتركه في رعاية عمه كلوديوس ، وذلك لأن والدة نيرون أجريبينا حاولت قتل خاله الامبراطور كاليجولا لكنه نفاها في 39 ميلادي ، وتوفي والد نيرون في 40 ميلادية ، وقتل كاليجولا في 41 م ، وسمح كلوديوس لام نيرون (أجربيينا ) بالعودة من المنفى وتزوجها سنة 49 م .

 

وتم جمع الشمل بين الأم والأبن ، وتزوج نيرون من ابنة كلوديوس اوكتافيا ( وهى شقيقة نيرون ) وبعد ذلك الزواج أصبح وريث لكلوديوس ، واختاره كلوديوس ليكون هو الامبراطور من بعده ، وفضله على ابنه بريتانيكوس الذى توفى بعد فترة قصيرة من تولى نيرون الامبراطورية ، وبعد وفاة كلوديوس في 54 م (ويعتقد المؤرخون القدماء أنه مات مسموم على يد أجريبينا) ، و أصبح نيرون هو الامبراطور فى سن 17 عام ، وفى أول عامين من حكمه كانت والدته تدير له كل أعمال الأمبراطورية ، وكانت تلتقى بالسفراء ، وترسل رسائل إلى مختلف المجتمعات والحكام والملوك .

 

 

قتل الامبراطور نيرون والدته :
كانت أجربينيا والدته مستبدة ، وكانت تدير كل شئون الامبراطورية ، ولكن بعد عامين من حكم نيرون للامبراطورية فقدت السيطرة على الامبراطورية ، وذلك لأن نيرون تعلم الشئون العسكرية وتعلم كيف يدير شئون الامبراطورية ولم يعد يقبل تحكم والدته وسيطرتها علي الامبراطورية ، وحاولت أجربيينا إعادة نيرون إلى الوراء وكانت تقوم بتهديده دائما ، وايضا كانت تتدخل فى حياته العاطفية ، حيث أنها وقفت ضده فى علاقة حبه لبوبايا سابينا ، وكانت معارضة لزواجه منها ، والسبب الذي جعل نيرون يقتل أمه فى 59 م هو أنها كانت تتآمر لقتله .

 

ويقول ديفيد شوتر ، أستاذ التاريخ في جامعة لانكستر، في كتابه "كانت هذه جريمة من شأنها أن تسبب اشمئزازا في العالم الروماني ، لأن الأم كانت من الرموز المقدسة داخل العائلة الرومانية" ، حيث أمر نيرون القوات البحرية بإغراق القارب الذى كانت تبحر به أمه ، وفشلت هذه المحاولة مع والدته ، لأنها قامت بالسباحة إلى الشاطئ ، ثم أمر نيرون القوات للقيام بهذه المهمة مباشرة ، وقال اعضاء مجلس الشيوخ ان حياته كانت معرضة للخطر بسبب والدته ، وهنئوه على قتل والدته .

 

 

قتل الامبراطور نيرون لزوجته الأولى :
زواجه من اوكتافيا لم يكن سعيدا ، ولم ينجب منها وريثا ، وطلقها ثم اتهمها بالزنا وقتلها ، ونيرون قد اتخذ خطوة قتلها كوسيلة لحماية منصبه كإمبراطور ، حيث أن جزءا كبيرا من شرعية نيرون كأمبراطور كان قائما ، ليس فقط على حقيقة أنه ابن كلوديوس بالتبنى ، ولكنه كان متزوجا من ابنته .

 

 تمثال الامبراطور نيرون الذي حرق روما

الامبراطور نيرون

 

زواج الامبراطور نيرون من بوبايا :
تزوج نيرون من بوبايا سابينا في نفس العام الذى قتل فيه اوكتافيا ، وانجبت منه طفل يسمى ديفيد ، ولكنه مات رضيع عمره حوالى ثلاثة أشهر ، وفي عام 65 م كانت بوبايا حامل مرة أخرى ولكن توفيت ، ويقول الكتاب القدامى أن نيرون قتلها بركلة فى بطنها ، ولكن هناك قصائد تدل على حب بوبايا لزوجها ، وهذا يعنى ان هذه القصة ( ان نيرون قام بركلها) ليست صحيحة .

 

 

الامبراطور نيرون وحريق روما :
في ليلة 18 يوليو ، عام 64 م ، أشتعل حريق فى روما بأكملها ، ولكن ترك القليل من المدينة لم يمسها ، وفي ذلك الوقت كان نيرون في أنتيوم (مدينة قريبة من روما) ولكن عاد على الفور إلى روما للإشراف على جهود الإغاثة ، في حين أن الكتب القديمة تميل إلى إلقاء اللوم على نيرون أنه من قام بإشعال النار فى روما ، ليقوم بإعادة بنائها ، ولكن يقول الباحثون أن روما منطقة منخفضة وتحدث بها الكثير من الحرائق فى الصيف ، وأن نيرون لم يقم بحرقها ، وبعد إبطاء الحرائق المشتعلة قام نيرون بإلقاء اللوم على المسيحيين ، وفي ذلك الوقت كانوا طائفة صغيرة إلى حد ما ، وأمر بتعذيبهم وقتلهم .

 

 

نهاية الامبراطور نيرون :
تراكمت المشاكل على نيرون حيث أنه قتل والدته ، وزوجته الأولى ، ومن الممكن أن يكون قتل الثانية أيضا ، وبالإضافة إلى ذلك ، فإن إعادة بناء روما وبناء "القصر الذهبي" ، أدت إلى ضغوط مالية على الإمبراطورية ، وهذا ما أجبره على رفع الضرائب أينما أمكن ، وأخذ الكنوز الدينية ، وبعد حريق روما في 64 م ، لوحظ أيضا أن نيرون خفض حجم العملات المعدنية فى روما ، ولم يمض وقت طويل بعد ذلك ، حتى قام الحرس البريتوري ( القوة المكلفة بحراسة الامبراطور نفسه) بالتخلي عن دعمها لنيرون ، وأعلن نيرون أنه عدو الشعب من قبل مجلس الشيوخ يوم 8 يونيو ، وفي اليوم التالي انتحر نيرون ، وبعد وفاة نيرون سقطت الإمبراطورية الرومانية في حالة من الفوضى .

مقالات مميزة