في هاواي مع القليل من الحظ وربما الكثير من المشي لمسافات طويلة يمكنك مشاهدة هذا المكان المدهش ينمو أمام عينيك مباشرة، فجزر هاواي هي بالفعل أكبر بكثير مما تبدو عليه، لأنها في الواقع جبال ضخمة مخبأة في الغالب بمياه البحر، ويوجد في هاواي أطول ثلاثة جبال على سطح الأرض، تقاس من قاعدة إلى قمة، وكلها مبنية من قبل الحمم البركانية.

وتحتوي السلسلة على ثماني جزر رئيسية (بالإضافة إلى العديد من الجزر والجزر المرجانية والجبال البحرية)، إلا أن ثلاثًا فقط من البراكين كانت نشطة خلال الـ 200 عام الماضية، وهناك واحدا لايزال تحت الماء، وربما لا يتعثر فوق المحيط الهادئ لمدة تصل إلى 200،000 سنة أخرى.

وتعد زيارة أحد البراكين النشطة أمرًا خطيرًا بطبيعته، وتجدر الإشارة إلى أن الناس فقدوا حياتهم أثناء القيام بذلك، فقُتل مرشد سياحي في فبراير 2018 على سبيل المثال، فقد تشكل غازات الصخور البركانية والغازات البركانية مجموعة متنوعة من المخاطر، وحتى مجرد المشي عبر الحمم المجففة يمكن أن تختبر قدرتك على التحمل وتطور كاحليك.

الحمم ليست كل شيء في هاواي :
يوجد في جزيرة هاواي أكثر من عجائب طبيعية كافية لملء معظم الإجازات، والمشي لمسافة 10 أميال تقريبًا للبحث عن الصخور المنصهرة ليس للجميع، فهي أكبر من جميع جزر هاواي الأخرى مجتمعة، ويستضيف جميع المناطق المناخية للأرض باستثناء مناطق قليلة، من الغابات الإستوائية المطيرة إلى الصحاري الساخنة إلى التربة الصقيعية، ولديها مجموعة واسعة من الشواطئ والشعاب المرجانية والحياة البرية، وأن كنت مهتمًا بالحمم هذه فمن المؤكد أنك تستحق زيارة منتزه هاواي للبراكين الوطني الذي يحمي أكثر من 500 ميل مربع (حوالي 1300 كيلومتر مربع) من الأعجوبة البركانية ويمكن الوصول بسهولة إلى العديد من هذه الأماكن.

وهناك الكثير من الموارد الجيدة المتاحة لمساعدتك في التحقق من حالة البركان، ولعمل خطط إحتياطية في حال تغير شيء ما وإذا لم تنجح رياضة المشي لمسافات طويلة، فقد تظل الحمم البركانية مرئية من قارب أو طائرة مروحية أو حتى دراجة، حسب الظروف في ذلك الوقت.

عمل الحمم البركانية :
تعد كالبانا الآن مركزًا لمشاهدة الحمم البركانية، وتتمحور حول منطقة للعرض قبالة الطريق السريع 130 كما إنها تقع خارج الحدود الشرقية للمنتزه الوطني مباشرةً، لكن التنزه من كالبانا أقصر كثيرًا من المنتزه الوطني، وعادة لا ينجذب الكثيرون إلى الجولات المصحوبة بمرشدين، وهي ليست إلزامية للمشي إلى تدفق الحمم البركانية ولكن إذا كانت هذه هي المرة الأولى لك، فأقترح عليك إرشادات الخبراء، ويمكنك أن تقوم باستخدام جولات كالبانا الثقافية، ونوصي الضيوف بالمشاركة في الجولات المصحوبة بمرشدين أو في البرامج التي يقودها حارس الحديقة الوطنية.

وكان ارتفاع الحمم البركانية على بعد بضعة أميال فقط، لكنه شعر بأنه أطول بسبب التضاريس غير المستوية وأشعة الشمس غير المحمية، وهذا ليس شكوى بل أن الأرتفاع يعتبر متعة في حد ذاته، وكانت المخاطر كبيرة حيث كانت العديد من الشقوق تشكل مخاطر كبيرة على الكاحل، كما أن الحواف الحادة تشكل بعض تشكيلات الحمم البركانية المهددة بقطع السيقان.

حتى المتجولون المُعدون جيدًا يحتاجون إلى التزام اليقظة، فخلال النهار، من الصعب تحديد الحمم السوداء المتصلبة من تدفقات الحمم البركانية، ويمكنك أن تجد نفسك محاطًا بحمم إذا لم تكن ملاحظًا، والحمم الطازجة لها صبغة فضية بينما الحمم الصلبة سوداء اللون.

معرفة الحمم من النظرة الأولى :
ستشعر بالذهول عندما تمشي فوق تل من الحمم المجففة لرؤية قطعة صغيرة من الحمم السائلة، وستجد تيارات الصخور المنصهرة عبر السطح على بعد أمتار قليلة، وستكون قريبة بما يكفي لسماع أصوات طقطقة والشعور بالحرارة ولم تكن الحمم تتدفق فحسب، بل كانت تنهمر وتهتز وتتحول إلى طيات، وتشكل أحيانًا أشكالًا باردة اختفت خلال ثوانٍ، وعند نقطة واحدة، تثاؤب غطاء مسنن من الحمم المجففة، مما يكشف عن "فم" برتقالي ملتهب استقطب اللحظات من الحشد الصغير.

وستجد أنك تعجب جزئياً بجمال هذه الأرض السائلة، وتفتن جزئياً برؤية الكوكب بهذا الشكل الغير مألوف ربما كان هذا ما يسميه علماء النفس " تجربة الذروة"، وستكون تذكيرًا حافزًا بأنه على الرغم من كرم الأرض السطحي، هناك عالم مختلف تمامًا يكمن تحت أقدامنا.

يصبح المشهد أكثر إثارة للإعجاب فقط عندما يوضع الشفق في الحمم :
يتلاشى ضوء الشمس وأيضا تتوهج الحمم الساخنة لكي تصبح أكثر وضوحا، وبالتالي كان من الأسهل تجنبها، ولكن الفجوات والشقوق في الحمم المجففة كان من الصعب رؤيتها فجأة، وفي المساء، من الأسهل رؤية الحمم البركانية الطازجة لأنها تتوهج ولكن قد يكون من الصعب حقًا العثور على طريقك للخروج من حقول الحمم البركانية والعودة إلى حيث بدأت، لذا فإن الأرتباك هو أحد الأخطار، لكن من السهل تخفيف ذلك من خلال العثور على المعالم، وحمل المصابيح الأمامية أو غيرها من مصدر الضوء الكافي والبطاريات الإضافية.

والمصابيح الأمامية مفيدة جدًا لتحديد مكان التحرك في الظلام لكي تقوم باتباع المسار المختار بعناية في دليلك، وهناك أولئك الذين يتسللون إلى المناطق المغلقة الخطرة للغاية، ويعرضون أنفسهم للخطر الكبير، وإذا توجهت جنوبًا نحو الساحل، حيث ستجد الحمم الساخنة تتدفق إلى المحيط وكأنها عمود من البخار في وضح النهار، ويمكنك أن ترى توهج مشرق من الحمم البركانية، وأيضًا من المحتمل أن تكون جولة في قارب أفضل بكثير من تلك الذي ستراه من الأرض.

حمم هاواي والتخطيط للمستقبل :
هناك بعض المحاذير المهمة التي يجب مراعاتها قبل محاولة رؤية الحمم البركانية في هاواي، وعلى الرغم من ثوران كينجلاوي منذ 35 عامًا، إلا أنه يمكن أن يتغير التدفق في أي وقت، لذلك ينبغي على السياح أن يحاولوا التحلي بالمرونة والإستعداد لخيبة الأمل، ومن الحكمة أيضًا إجراء البحوث مسبقًا والتحقق من حالة البركان بانتظام حيث أنه بدأ ينفجر دون توقف منذ عام 1983، لذا فإن هناك احتمالات جيدة بحدوث شيء ما عندما تصل إلى هنا، ومع ذلك، منذ عام 1983، اتخذت الحمم البركانية اتجاهات عديدة في خروجها من فتحة التهوية، ففي بعض الأحيان تنتقل الحمم البركانية أسفل السطح في أنابيب الحمم البعيدة عن الأنظار أو على السطح أو كليهما.

وإذا تمكنت من رؤية الحمم البركانية المتدفقة في هاواي، فلن يدعك تهدّئك أو تصبح بلا مبالاة، فيعد البركان خطيرًا بالفعل بما فيه الكفاية للمتجولون الدؤوبون الذين لايزالون يفاجئون ليس فقط من خلال الحمم البركانية نفسها، ولكن أيضًا بسبب أعمدة غاز ثاني أكسيد الكبريت والإنهيارات الأرضية وانفجارات الميثان، وعلاوة على ذلك، يتحمل بعض المتنزهين مخاطر غبية، أو يقللوا من الحاجة إلى الحماية من أشعة الشمس أو الأحذية أو الماء.

وقد لا يضمن التعاقد مع المرشد السلامة الكاملة، لكنه بالتأكيد يمكن أن يساعد، خاصة المتجولين الذين لا يتمتعون بالخبرة، لذا انظر حولك أولاً عبر الإنترنت، وتحقق من مواقع التواصل الإجتماعي ومواقع مراجعة السفر للتعرف على خياراتك، وبغض النظر عما تراه هناك فإن جزيرة هاواي هي أرض بركانية فريدة من نوعها، جمالها الطبيعي أسطوري لسبب ما وقد يبدو وكأنها مجرد بقعة في وسط أكبر محيطات الأرض، ولكن هناك الكثير منها ويزداد حجمها طوال الوقت.