كان يوهان غوتنبرغ حداد الماني، وصائغ، وناشر، ومخترع ، وبدأ يوهان غوتنبرغ اختراعاته للطباعة الميكانيكية واستطاع ان يحدث ثورة في الطباعة في اوروبا، وينظر الى يوهان غوتنبرغ باعتباره واحد من اهم الشخصيات في الفترة الحديثة ، وعلى مر السنين ظهرت كتب مطبوعة مع نصوص وصور في اوروبا في منتصف القرن الخامس عشر، كانت بديل رخيص للمخطوطات المنسوخة يدويا .

وكانت هذه الكتب تتألف الى حد كبير من الرسوم التوضيحية مع تسميات توضيحية قصيرة، وكانت كل صفحة من النص منحوتة في كتلة من الخشب ويقومون بالضغط على الورق للطباعة ، وعلى الرغم من ان هذه العملية كانت اسرع من الكتابة اليدوية لكل صفحة، الا انه كانت الكتب مكلفة للغاية وكان فقط الاغنياء هم الذين يمكنهم ان يتحملوا تكلفتها ، وفي اوروبا، لم تستخدم الورقة على نطاق واسع للكتب حتى حوالي عام 1440، وفي نفس الوقت اخترع يوهان غوتنبرغ الطباعة ، وكان اكتشاف يوهان غوتنبرغ هو اهم حدث في الفترة الحديثة .

ملخص عن حياة يوهان غوتنبرغ :
ولد يوهان غوتنبرغ في ماينز، المانيا، وهو الابن الاصغر لاسرة من الطبقة العليا، ولا يعرف تاريخ ميلاد يوهان غوتنبرغ الدقيق، ولكن من المرجح انه ولد بين عامي 1398 - 1400 ، ويعتقد المؤرخون ان يوهان غوتنبرغ حضر مدرسة قواعد اللغة، وواصل دراسته في جامعة ارفورت، لان المهن التي اتبعها في وقت لاحق طالبت بالتعليم الشامل .

ولا يعرف سوى القليل جدا عن حياة يوهان غوتنبرغ المبكرة ولا يزال هناك الكثير من الغموض حوله ، وفي عام 1411، كانت هناك انتفاضة في ماينز ضد باتريسيانز واضطر اكثر من 100 اسرة مغادرة البلد بما فيهم عائلة يوهان غوتنبرغ، ولا يعرف شيء عن حياته على مدى السنوات الخمس عشرة التالية ، حتى عام 1434 عندما ارسل رسالة تشير الى انه كان يعيش في ستراسبورغ وكان يوهان غوتنبرغ عضوا ضمن الصائغين المسجلين في ميليشيا ستراسبورغ ، وفي عام 1448 عاد يوهان غوتنبرغ الى ماينز، حيث واصل عمله، وفي غضون عامين كان يعمل على نظام المطبعة الجديد .

ولتطوير عملية الطباعة الجديدة، اخترع يوهان غوتنبرغ نظام طباعة جديد فقد كان يشعر بالالفة الشديدة نحو صناعة الكتب ، وكان يعمل على نحت كتل الخشب الكاملة للطباعة،  وتم استخدام النوع المنقول هذا في اسيا قبل مئات السنين، ولكن ابتكار يوهان غوتنبرغ يأتي في تطوير نظام الصب وسبائك المعادن التي استخدمها لكي تجعل الانتاج اسهل ، فاخترع الحبر القائم على النفط، وقام باستخدام مطبعة خشبية ، واستطاع يوهان غوتنبرغ الجمع بين كل العناصر، وانشأ نظام عملي لانتاج الكتاب الشامل ، واستخدم في هذا تفاصيل تقنية جديدة حيث استطاع يوهان غوتنبرغ صنع نوع متحرك من الطباعة .

ولتحقيق ذلك، اعد يوهان غوتنبرغ شكلين مختلفين من كل حرف، وانتج الشكل المفصل العادي والشكل المرتبط الذين يمكنهم ان ينضموا بشكل وثيق لكي يتحولون الى النوع التالي لتجنب اي ثغرات ، وقام بانشاء الحروف الفردية، وقام بنقش الرسائل في معدن الصب (سبيكة من الرصاص والقصدير والانتيمون) في القالب لانتاج الانواع الفردية التي يمكن ترتيبها على (صينية خشبية) لتعويض الصفحات ، ثم قام بعد ذلك بتغطية السطح بالكرات الجلدية المغطاة بالحبر والورق .

وبعد فترة وجيزة من ورشة عمل يوهان غوتنبرغ للطباعة التي كان يعمل بها بكامل طاقته، شكل يوهان غوتنبرغ شراكة مع شركة بورغر مع يوهان فوست، وقام باقتراض 8000 من الغيلدرات لمواصلة طباعة النصوص، فقام بطباعة القواعد اللاتينية ، والشعر الالماني، وحلم يوهان غوتنبرغ بمشروع الكتاب المقدس وكان يأمل في عمل هذا المشروع ، واقنع فوست في الحصول على قرض اضافي مقدر ب 8000 غيلدرات اضافية لهذا المشروع ، ويعتقد المؤرخون ان الكتاب المقدس مكون من 42 خطا وكان هذا المشروع هو اعظم انجاز مطبوع لغوتنبرغ، وقد تم انشاء عدد 2 مجلد من الكتاب المقدس مكون من 282 صفحة بمساعدة من 20 من الموظفين .

وفي عام 1456، كان هناك خلاف بين يوهان غوتنبرغ وفوست، وطلب فاست من يوهان غوتنبرغ دفع قروضه واتهم يوهان غوتنبرغ بسوء استخدام الاموال ، ورفع فاست دعوى قضائية في محكمة الاساقفة وقررت المحكمة لصالح فوست، مما اتاح له السيطرة على ورشة طباعة يوهان غوتنبرغ ونصف الاناجيل المطبوعة ، مما عرض يوهان غوتنبرغ للافلاس ، ولكنه لم يستسلم وفتح مرة اخرى ورشة عمل طباعة ثانية بعد بضع سنوات، وواصل الطباعة في ماينز .

وعلى الرغم من ان يوهان غوتنبرغ لم ينجح ماليا في حياته، الا ان تكنولوجيا طباعته انتشرت بسرعة، وبدأت الاخبار والكتب في السفر عبر اوروبا ، ولعب اختراعه دورا رئيسيا في تطوير عصر النهضة والاصلاح وعصر التنوير والثورة العلمية ، ومطبعة يوهان غوتنبرغ جاءت مع طبعتها المنقولة من الكتب وغيرها من المواد المطبوعة وجعلها يوهان غوتنبرغ متاحة للجماهير، وظل الشكل النموذجي لطباعة النص حتى القرن التاسع عشر، وظل الاستخدام الواسع للكتب حتى النصف الثاني من القرن العشرين .

اما عن سجلات يوهان غوتنبرغ في السنوات اللاحقة فنجدها بسيطة كما كانت في حياته المبكرة ، فكل ما نعرفه انه ظل يعيش في ماينز، ويعتقد العلماء انه اصبح اعمى في الاشهر الاخيرة من حياته ، وتوفى يوهان غوتنبرغ في 3 فبراير 1468، ودفن في كنيسة دير الفرنسيسكان في بلدة التفيل ، المانيا .