يعتبر قرش الحوت أكبر الأسماك في العالم، وعلى الرغم من أن الاسم يشير إلى أنه قد ينتمي إلى عائلة الحيتان، إلا أنه في الواقع يعتبر بنسبة 100٪ من أسماك القرش، ويتميز قرش الحوت بمظهر متميز للغاية مع اللون الرمادي ومجموعة من البقع البيضاء والخطوط الموضوعة على طول جسمه للتمويه، وهذا النوع من سمك القرش لديه اثنين من الزعانف الظهرية وزعنفة مزدوجة كبيرة كانت تعرف فيما مضى باسم الذيل.

ويمكن لقرش الحوت أن يصل طوله إلى 46 قدما، وهو ما ينافس حجم بعض الأنواع من الحيتان، وهذ المخلوق اللطيف يعد جزء من عائلة صفيحيات الخياشيم وهذا يعني أنه من الأسماك الغضروفية، التي لديها غضاريف بدلا من الهيكل العظمي المكون من العظام، ويتكون هيكله من غضاريف صلبة، وقرش الحوت ليس فقط كبير في الحجم، ولكنه يعيش طويلا أيضا، إذ من المعروف أن قرش الحوت يمكن أن يبقى على قيد الحياة لحوالي 150 سنة من العمر...

أماكن معيشة قرش الحوت :

يعيش قرش الحوت منتشرا في المياه الدافئة في المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والمحيط الهندي، ولأنه يوصف بأنه من أنواع أسماك السطح، فيسكن قرش الحوت مناطق بحرية مفتوحة على عكس أنواع أسماك القرش الأخرى التي تعيش بالقرب من قاع المحيط، كما يهاجر قرش الحوت عبر هذه المحيطات، وقد تم توثيق المسافة التي يعبرها خلال رحلته، وقد وصلت إلى حوالي 8000 ميل خلال ثلاث سنوات ونصف، وتعتبر المكسيك على وجه الخصوص المنطقة الشعبية لقرش الحوت في طريق الهجرة.

غذاء قرش الحوت :

يعتبر قرش الحوت من الكائنات التي تتغذى عن طريق الترشيح، فعندما يرغب في تناول غذائه يمدد الفكوك الكبيرة ويفلتر أو يصفي كل ما يصادفه من أجل هضم المخلوقات الصغيرة، ويعرف هذا باسم الترشيح عبر التدفق، ويتم استخدام هذه الطريقة في كل من قرش الحوت وقرش الباسكينج أو المتشمس الذي يعتبر ثاني أكبر اسماك القرش في العالم، وتشتمل هذه المخلوقات الصغيرة على العوالق والقشريات والأسماك الصغيرة التي تصبح محصورة في أسنان أسماك القرش بينما يحدث الترشيح، ويمكن لقرش الحوت تصفية أكثر من 1400 جالون من مياه المحيط في الساعة.

تكاثر قرش الحوت :

بالنسبة لقرش الحوت، ما زال العلماء يحاولون معرفة دورة حياته، وحتى الآن لا نعلم سوى أن إناث قرش الحوت تضع بيضا تطور بالفعل داخلها، ويمكن أن تكون لديها أكثر من صغير واحد حدث من تزاوج واحد فقط، ويبدو أن سن التكاثر والنضج الجنسي وولادة أول صغير لقرش الحوت يكون عندما يصل إلى حوالي 30 سنة من العمر، ولذلك فإن قرش الحوت لديه بطء في النمو السكاني.

الأخطار التي تهدد قرش الحوت :

يصنف قرش الحوت على أنه في القائمة الحمراء، إذ إنه ضحية لتجارة زعانف القرش حيث يمكن أن يؤدي الصيد المفرط إلى إلحاق الضرر بالأعداد المتنامية، ويعتبر قرش الحوت ذو قيمة دولية ؛ حيث إن هناك طلب كبير على اللحوم والزعانف والزيت الخاصة بقرش الحوت والتي يتم الحصول عليها عادة من خلال الصيد غير القانوني، وبالمثل كثيرا ما تصطاد مصايد الأسماك قرش الحوت عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى قتله في عملية الصيد العرضي.

وفي الآونة الأخيرة زادت السياحة على قرش الحوت بشكل كبير مما أدى إلى ارتفاع أعداد البشر التي تسبح مع هذه المخلوقات الجميلة في بيئتها الطبيعية، وإذا تم القيام بذلك بشكل صحيح فيمكن أن يفيد ذلك في حالة حفظ الأسماك، ولكن العديد من المشغلين يرون أن نشاط قرش الحوت يجلب لهم أرباح، ويقاطعون عملية تغذية قرش الحوت للترفيه عن السياح، وكانت هناك أيضا عدة حالات من إصابات مراوح القوارب لهذا المخلوق الرائع.

إمكانية مساعدة قرش الحوت :

تعد الطريقة الرئيسية التي يمكننا بها مساعدة قرش الحوت هي استخدام العلماء لاكتشاف المزيد من المعلومات حول دورة حياته وموئله وسلوكه العام، فهذه المعلومات يمكن أن تسمح بوضع خطط حماية ورعاية معينة، كما تساعد أيضا في تخصيص المناطق التي يجب حمايتها، فكلما عرفنا أكثر كلما استطعنا المزيد من المساعدة.

ويذكر أنه قد انخفضت تجارة زعانف سمك القرش ببطء، وهو أمر جيد لجميع أنواع سمك القرش، ومع ذلك لا يزال الصيد غير القانوني قائما، مما يعني أن شن حملات ضد هذه التجارة يعتبر أمر ضروري لضمان تزايد عدد قرش الحوت.