القرود هي الرئيسيات الموجودة في المقام الأول في الغابات الإستوائية المطيرة، ومعظم القرود شجرية، على الرغم من أن بعضها مثل قرود المكاك والبابون هي أرضية، وتم العثور على قرود العالم الجديد مثل قرود العنكبوت، والطمارين، والكابوشي في المكسيك وأمريكا الجنوبية والوسطى، بينما توجد قرود العالم القديم بما في ذلك قرود البابون والجيلادا وكولومبوس في آسيا وإفريقيا، والعديد من أنواع القرود مهددة بالإنقراض، وهناك ما يقرب من 200 نوع من هذه الرئيسيات الذكية، وفيما يلي بعض الحقائق الأكثر روعة عن القرود:

1- ليست كل الرئيسيات من القرود:
يستخدم مصطلح القرود أحيانا كمصطلح شامل لكل حيوان في عائلة الرئيسيات، ولكن الحقيقة هي أن القرود تعيش على فروع مختلفة تماما من الشجرة التطورية من كل من البشرانيات وأشباهها (أي الشمبانزي والغوريلا والبشر) والسعالي البدائية مثل الليمور، والتارسير، واللوريات، ويكمن أحد الإختلافات الكبيرة بين القرود والرئيسيات الأخرى في الذيل، فمعظم القرود لها ذيول، في حين أن البشرانيات والرئيسيات الأخرى لا تمتلك ذيل، وتميل البشرانيات أيضا إلى أن تكون أكبر حجما من القرود، وبفضل أدمغتها الكبيرة فهي أكثر ذكاء.

2- العديد من القرود في خطر:
تشهد بعض أنواع القرود الأكثر روعة انخفاضا سريعا في عدد السكان بسبب مجموعة متنوعة من العوامل بناء على موقعها الفريد، وتشمل أكبر عوامل الخطر فقدان الموائل وتجزئتها، وصيد الأحياء لتجارة الحيوانات الأليفة العالمية، والبحث عن لحوم الطرائد أو الأدوية التقليدية، والعديد من قرود العالم معرضة للخطر، وتم تضمين العديد منها في قائمة الإتحاد العالمي لحفظ الطبيعة لحوالي 25 رئيسيا الأكثر تعرضا للخطر، ومن بين أكثر قرود العالم القديم المهددة بالإنقراض مثل قرد ريلواي وقرد دلتا النيجر الأحمر وكات بالانجور، وبقي 50 فردا فقط من هذا الأخير، و قرود العالم الجديد المهددة بالإنقراض بشكل كبير تشمل الطمارين ذو الرأس القطني، و كابوشي إكوادوري أبيض الواجهة.

3- تستخدم القرود الغستمالة لتقوية العلاقات:
بالنسبة للقرود، فإن قطف الحشرات والقاذورات وغيرها من الحطام عن رفاقهم بعيد كل البعد عن اتهامهم بنظافتهم الشخصية، فإنه تعبير عن المودة والحب، ولا تحافظ طقوس الإستمالة على صحة القرود فحسب بل إنها تقوي أيضا روابطها الإجتماعية، واكتشف الباحثون فائدة أخرى من الإستمالة، وعندما تمشط قرود الفرفت جلد بعضها البعض، فإنها تنفث الفراء وتجعله أكثر سمكا، وبعد تنظيف شامل تزداد قيمة العزل لقرد الفرفت بنسبة تصل إلى 50 بالمائة.

4- فقط قرود العالم الجديد لها ذيول قادرة على الإمساك:
فقط القرود في العالم الجديد مثل قرود العواء وقرود العنكبوت وقرود الكابوشي لها ذيول قادرة على الإمساك بشىء وتعيش هذه الرئيسيات الشجرية في المناطق الإستوائية في المكسيك وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، وقرود العالم القديم التي تعيش في آسيا وأفريقيا لها ذيول، ولكنها ليست قادرة على الإمساك بشيء، ومن حيث الطول والقدرة على الإمساك تتمتع قرود العنكبوت وقرود العواء بميزة على الكبوشي، والقرود العنكبوتية لها ذيول أطول من أجسامها بأكملها، وذيولها أيضا خالية من الشعر ولها وسادات احتكاك لإمساك أفضل، والتي لها ذيول مغطاة بالشعر ليست طويلة تقريبا، وتستخدم ذيولها بشكل أساسي لإمساك الأغصان وحمل الفاكهة عبر الغابة.

5- هناك نوع واحد فقط من القرود البرية في أوروبا:
تتميز قرود المكاك البربري بكونها الرئيسيات البرية الوحيدة في أوروبا، في حين أن معظم قرود المكاك البربري تعيش في جبال المغرب والجزائر، فقد تم إدخال عدد قليل من السكان يبلغ حوالي 200 فرد ويتم الحفاظ عليهم في جبل طارق، ويظهر تحليل الحمض النووي أن قرود المكاك، التي كانت موجودة في جبل طارق لعدة قرون تم استيرادها في الأصل من شمال إفريقيا، ونظرا لكونها مهددة بالإنقراض في جميع أنحاء مداها، فقد انخفض تعداد قرود المكاك البربري بأكثر من 50 في المائة على مدار 24 عاما.

6- قرد القشة القزم هي أصغر القرود في العالم:
موطنه حوض الأمازون في أمريكا الجنوبية، ويبلغ طول قرود العالم الجديد الصغير حوالي خمس بوصات ويزن حوالي أربع أونصات عند البلوغ، و قرد القشة القزم يعيش في مجموعات من شخصين إلى ستة أفراد، وتتشارك أزواج أحادية الزواج في واجبات الأمومة وتلد الإناث صغير إلى ثلاثة صغار وغالبا ما يكون من بين القرود توائم أخوية، وعلى الرغم من أن القرود القزم هي أصغر القرود، إلا أن جائزة أصغر الرئيسيات الحية تذهب إلى ليمور السيدة بيرث الفأري.

7- قرود الماندريل هي أكبر القرود في العالم:
يمكن التعرف بسهولة على قرود الماندريل التي تعيش في الغابات الاستوائية المطيرة في وسط غرب إفريقيا بسبب الألوان النابضة بالحياة ووجوههم وخلفيتهم وبالإضافة إلى اللون تظهر القرود إزدواج الشكل الجنسي الشديد في الحجم الذي يميزهم عن القرود الأخرى، بينما تزن أنثى الماندرين حوالي 25 رطلا في المتوسط تزن الذكور البالغة في المتوسط 55 رطلا، وما يصل إلى 119 رطلا.

8- لون وجه القرود الواكاري الأصلع قد يكشف عن صحته:
سعدان الواكاري الأصلع لها وجوه حمراء ملفتة للنظر، ووجد العلماء أدلة غير مؤكدة تشير إلى أنه كلما كان الوجه أكثر إشراقا كانت القرود أكثر صحة، والأفراد المصابون غالبا بالملاريا السائدة في موطنهم في الغابات المطيرة يظهرون لون بشرة شاحبا، وتتمتع هذه القرود أيضا برؤية ألوان ممتازة، مما يساعدها على تحديد الأفراد الأكثر صحة والأكثر ملاءمة للتزاوج.

9- القرود كابوشي ذكية مع الأدوات:
كانت القرود كابوشي واحدة من أولى الرئيسيات بخلاف القرود التي لوحظت وهي تشارك في استخدام الأدوات عالية المهارة في البرية، ووفقا لدراسة أثرية لإستخدام أداة حجر، فإن القرود الكبوشينات البرية الملتحية تستخدم الأدوات منذ أكثر من 3000 عام، وخلال ذلك الوقت تطور استخدامهم لأدوات وهي مهارة كانت تنسب سابقا إلى البشر فقط.

والمثال الأكثر شيوعا لاستخدام الأدوات الذكية في القرود كابوشي هي طريقة تكسير الصواميل المفتوحة، بوضعها على سندان حجرية محفورة ثم ضربها بقوة بصخرة أخرى، ووفقا للدراسة الأثرية قاموا بتعديل حجم أدواتهم باستخدام صخور أصغر للبذور ومكسرات أكثر ليونة بمرور الوقت، ومثال آخر رائع على ذكاء الكبوشي هي الطريقة التي يفركون بها أجسادهم من الديدان الألفية المطحونة لصد البعوض والحشرات الأخرى.

10- قرود العواء صاخبة جدا:
في حين أن جميع القرود يمكن أن تجعل وجودها معروفا، فإن القرود العواء لديها واحدة من أعلى الأصوات من أي حيوان ثديي بري، ويمكن للبشر سماع زئير القرود العواء من مسافة ثلاثة أميال، وذكر قرد العواء أكبر وأعلى صوتا من الإناث، والصوت العميق الناتج عن قرود العواء هو نتيجة التكيف الجسدي للأنواع وعظم اللامي المتضخم في حناجرهم.

11- تتمتع قرود المكاك اليابانية بالإسترخاء في الماء الساخن:
تطورت قرود المكاك اليابانية المعروفة أيضا باسم القرود الثلجية لتزدهر في مناخات تتراوح من شبه الإستوائية إلى شبه القطب الشمالي، و ترتاد قرود الثلج الينابيع الساخنة البركانية في حديقة جيكوداني في يامانوتشي في اليابان ويبدو أنهم يتبعون هذا السلوك والذي هو عبارة عن تكيف مع المناخ المتجمد، لكن الباحثين اكتشفوا أيضا أن الحمامات الساخنة تقلل من الإجهاد لدى القرود.